Monday 28 August 2017

الخروج من القمقم : الحلقة الاولى

اولي حلقات محاولاتي القصصية : " الخروج من القمقم "
ارجو ان تنال اعجابكم
كانت فتاة  جميلة بل رائعة الجمال كان يري هذا الجمال
و يحبها حبا جما،  لكنه ذلك الحب التملكي القاتل فهي ملكه و قد ورثت هذا الجمال عنه لكن و يا للخسارة ليست ملونة العينان مثله و مثل امه ورثت عيناها السوداوان عن امها تلك الراقدة علي الارض منكسرة في إحدى جنبات المنزل . كانت تخافه بل ترهبه فقد كان ريفيا من اصول اوروبية و ما تفتأ عيناه الخضراوان ان يتسعا و يحمر بياضهما بشدة حين يغضب وشعره الفضي المتلألالي ما يلبث ان يقف علي جذوره فتنقلب وسامته قبحا ويصبح مخيفا كشيطان اوقدت جبهته من جمرة ملتهبة او مارد رهيب يكاد يبطش بكل ما حوله و من حوله.
 لم يكن ابدا يؤذيها  جسديا حين يغضب الا نادرا لكنه كان يوذي من تحب ، كان يؤذي امها بالقول و الفعل.
  اختل ميزان الامان في نفسها و اصبحت لا تجد من تلجأ اليه فالي من تفر من ابيها  لم تجد ملجأا الا خالقه و خالقها فاخذت  تناجيه ، كان الخالق ملاذها ، و نعم الملاذ. لكن الاختبار طال، فقد استمر الوضع لسنوات و عقود كان والداها يختصمان و يتوقفا عن الكلام او حتي التشارك في الفراش لشهور و سنوات .
كرهت الوضع و كرهت الاب بل ابغضته بكل خلجة في نفسها لكنها لم تجرؤ علي الافصاح
لاذت بالطعام لتغرق خوفها و رعبها  فيه، فتحول جمالها الي   سمنة مبكرة.
وهربت من جحيم المنزل الي مدرستها اغرقت همومها في الدراسة و مع الصحبة لكن كان عليها دائما حمل التفوق الدراسي لترضي امها المقهورة و ليشعر والداها  بالفخر و لو  للحظات معدودة يتحول فيها منزلهم الي اسرة طبيعية لا يخيم عليها الحزن و التوتر
لكن اعظم ملاذاتها كان عقلها و عالم احلامها الذي نسجت فيه اعظم قصص الحب الوردية التي كانت احيانا تتجسد قصصا حقيقية في عقلها فتحكيها لصويحباتها علي انها قصص واقعية تعيشها مع محبوب ما يشعر بها، يقدرها ، يحبها كما هي و تكون عنده جوهرة مصانة
كان هذا الملاذ يعطيها جرعة من الثقة بالنفس التي كانت تفتقدها تماما بين رعبها من ابيها و خوفها علي امها
امها المقهورة التي و مع قلة حيلتها  قد ساهمت  بشكل او بآخرفي سحب رصيد ثقتها بنفسها. فهي علي قهرها كانت امراة ناجحة ذات وظيفة مرموقة بل كان دخلها يفوق دخل الاب المرعب و ربما كان هذا سببا في قهره لهافكانت الام تشعر ان تفوقها العلمي و الوظيفي هو صمام امانها الذي يحميها من غدرات ماردها الذي اختارت ان تكمل حياتها مقهورة معه
قصص فريدة الوهمية و احلامها اعطتها عالما موازيا و املا في غد افضل مع نوع اخر من الرجال يكون علي نقيض والدها تماما.
افاقت فريدة من كل هذه الذكريات علي صوت نبيل يناديها ليسألها عن علبة الزبادي المنتهية الصلاحية في الثلاجة و يؤنبها علي علي كسرة الخبز التي اصابها العفن في المطبخ ويلومها علي عدم نظافة و ترتيب المنزل.
رمقته فريدة باشمئزاز وسرحت في خيالها لتعود الي ذكرياتها و كيف الت بها الايام الي حيث هي الان، مع نبيل الهادئ الوديع ، لكنه فقير النفس و الخيال و المشاعر.أحيانا تنظر الي نفسها في المرآة و تتعجب كيف ال بها الحال الي هذه الحياة الزوحية النمطية الخالية من كل عاطفة و تشتاق للحظة حب و اشتياق من اللحظات التي طالما نسجتها في خيالها لكيف ستقع في الحب و كيف انها و شريكها لن يتوقفا عن حبهما  لبعضهما. بل سيبقي شعورها باللهفة كلما سمعت صوت مفتاح حبيبها  في الباب
و للقصة بقية

Sunday 18 December 2016

قصاصات و قصص

ما الذي يجعل هذه الفترة من حياتي صعبة للغاية
الانني كبرت ، كبرت عمرا و صحة ، و لكن  و بالرغم من التدهور الشديد في صحتي الا اني اشعر انني لا زلت صغيرة في قلبي
لكنني لا اريد ان اغادر سريري لايام متتابعة اهو مرض العصر الاكتئاب ام فقدان الشغف
طوال حياتي كانت الكتابة شغفي
انا احب ان اكتب عن نفسي و عن الناس ، اجلس في القطار فاتامل الوجوه و العب لعبة مالوفة بان اتخيل القصة وراء كل وجه و خلف كل ابتسامة و تقطيبة
عندي شغف بالنساء احب ان اكتب عنهن امالهن و احلامهن و معاناتهن و تحررهن و اعادة اكتشاف انفسهن
احب ان اكتب عن عمقهن و تفاهتهن عن تضحياتهن و غيرتهن عن وعن وعن......
 قصص و قصاصات عن بنات جنسي و جلدتي هي شغفي و امنيتي
اومن ان كل منا بداخله قصة او قصص وان بوسع المرء منا ان يحيا اكثر من حياة بل حيوات كثيرة وان يمتهن مهنة جديدة كل عدة سنوات بل ان يمتهن عدة مهن في وقت واحد
قال احدهم ان الانسان يعيش مرة واحدة ولكن ان عاشها بطريقة صحيحة فمرة واحدة تكفي
و لكن ماهي قصتي متي تبدا قصتي انا تخطيت الاربعين بعدة اعوام و تزوجت و رزقت بثلاثة اولاد دخلوا الان مرحلة الشباب وحققت نجاحات اكاديمية محدودة و لكني لا زلت اشعر و ان قصتي لم تبدا بعد
متي تبدا قصتي و تري ماذا ستكون احداثها
اعتقد ان قصتي لازالت تعتمل بداخلي و لم تختمر بعد او كما قال باولو كويللو تظل القصة تعتمل في عقل الكاتب كالمراة الحامل فاذا حانت الولادة ولدت القصة علي الورق بعد مخاض متوقع
ساظل اكتب القصاصات حتي تكتمل القصة التي بداخلي و تولد قصتي من تلك القصاصات الصغيرة
ساطارد قصتي في احلامي حتي تصبح واقعا حيا امام عيني

Wednesday 16 September 2015

ألوان من السعادة

زوجي يعمل بمدينة اخرى تبعد ساعة عن المدينة التي نسكن بها و لكن بالرغم من قصر المسافة الا ان عمله ينتهي متاخرا فلا يستطيع الحضور إلينا كل يوم ، ولهذا فهو يقضي معنا فقط عطلة نهاية الأسبوع.
وبما انه يسكن وحده طوال الأسبوع فإنني اقضي نصف يوم في إعداد الطعام الذي سيأخذه معه و تقسيمه في علب حتى يكون جاهزاللاكل 
كانت المهمة ثقيلة بالنسبة لي فهي مهمة أسبوعية ولكن مع مرور الوقت اعتدت عليها بل أصبحت تدخل السرور على قلبي
خصوصا بعد ان شعرت بمدى تقدير زوجي لعملي الشاق في إعداد الطعام له فهودائم الثناء على مذاقه كما انه يوفر له الكثير من وقت التحضير. مؤخراً زاد تقدير زوجي لهذه الوجبات الصغيره، فقد بدأ اصدقاؤه - من الانجليز والجنسيات الاخرى - يتملكهم الفضول عندما يقوم زوجي بتسخين غداءه في المطبخ وغالبا ما يسألونه ماذا تاكل و من أين اشتريت هذا الطعام ذو الرائحة الزكية .ومع مرور الوقت اصبح صنعي لطعام الأسبوع وتناول زوجي له لون من ألوان سعادتنا الزوجية. 
وقد يبدو للبعض انني سطحية او ان زوجي نهم وأكول ولكن الحقيقة عندما فكرت في كتابة هذا المقال لم يكن في ذهني استعراض قدراتي المطبخية ولكن كنت أودّ ان ألفت الانتباه الي أشياء بسيطة قد تضفي البهجة والدفء على الحياة الزوجية و سواء أكان زوجي معجب بطعامه ويفاخر به أصدقاءه ام انه يقول ذلك ليعلن ويبدي تقديره لوقتي وتعبي من أجله ومن أجل أن أتأكد أنه يتناول طعاماً صحياً نظيفة بعد يوم عمل شاق، النتيجة النهائية أنه أضفى مذاقاً خاصاً على هذه المهمة التي لم تعد ثقيلة بالمرة،
       وقد يتوهم البعض اننا تزوجنا بعد قصة حب ملتهبة او اننا لا نعاني اي مشاكل زوجية وأننا متوافقين تماما

 المفاجاة ان زواجنا كان شبه تقليدي وأننا واجهنا مصاعب كثيرة في حياتنا الزوجية لكن ماحدث ان كلانا قرر ان يتقبل الاخر كباقة متكاملة
فأنا مثلا كسولة جدا ومزاجية وذات طبع حاد وأحب ان اعمل وأنجز أعمالي ليلا اما زوجي فهو على النقيض تماما حتى اهتماماتنا مختلفة وقد مر زواجنا بفترات عاصفة، كادت في بعد الاحيان أن تطيح به تماما
 لكننا قررنا أن نتوافقعلى الأهداف الاساسية في الحياة فقررنا ان نتغافل عن اختلافاتنا ونحتفي بالمشترك ونتكامل كفريق امام مصاعب الحياة وأصبح لدى كل منا رصيد لدى الاخر من الثقة والدعم والتفاهم.
ولقد فطن كلانا بعد سنوات من الزواج أن الصراحة وتقدير كل منا لظروف الأخر، وتاريخه وما مر به من تجارب قبل الزواج هي من أهم أسباب نجاح الزوج. أضف إلى ذلك جدية كل فرد في محاولة اسعاد الأخر وجعل حياته أسهل
 
( ولاحظوا أنني إستخدمت مصطلح جدية وليس تفان)
  أنا كأي زوجة لي طموحات في تغيير المنزل والسفر للترفيه وظروف أفضل لي ولاولادنا، وقد يصيبني الاحباط من سوء أحوالنا المادية أو ظروفنا الإجتماعية الغير مستقرة لكن ما يعيد الامور إلى نصابها في طريقة تفكيري هو ثقتي أن زوجي يفعل كل ما بوسعه
لإسعادنا ودعمنا، وارجو أن يكون لعند زوجي نفس الرصيد عند خلافنا بسبب ضيق زرعه بقلة نظام المنزل أو تقصير الاولاد في دراستهم ،أو  - بين قوسين- إسرافي في النفقات .......إلخ

أنا لا أزعم أني أحمل مفاتيح السعادة الزوجية لأن ما يسعدني وزوجي قد لا يسعد غيرنا أنا فقط أردت أن اكتب عن تجربتي و
انصح الجميع أن يبحثوا بجدية عن مفاتيح سعادتهم والوانها المدفونة في أشياء بسيطة كدقية بامية أو صنية جلاش (وجه ضاحك 


دمتم في سعادة أو في طريقكم لاكتشاف الوانها في أماكن لا تخطر لكم على بال
   


Friday 28 August 2015

إنتصار الشباب ما بين محلفين هاربين وثورة لم تتم


أصبح عندي ما يشبه الهوس بفيلم المحلفين الهاربين “ The Run Away Jury”

لقد شاهدته مراراً وتكراراً لدرجة أن ابنائي لاحظوا هذا الهوس فأهدتني إحدى ابنتي -المولعة بالقراءة - قصة الكتاب لنقرأها سوياً. القصة لمن لا يعرفها: عن جريمة إطلاق نار عشوائي بامريكا راح ضحيتها موظف بشركة لا ذنب له في شيء. فقامت أرملته برفع قضية على شركة مصنعة وموردة للبنادق الألية . تظهر الارملة كسيدة ضعيفة مهيضة الجناح ولكنها تطالب شركة الأسلحة بالملايين كتعويض عن موت زوجها. لا يخفى على الجميع سطوة تجار الاسلحة ، كما يفهم من سياق الفيلم أن شركات تصنيع الأسلحة النارية -كجميع أصحاب المصالح- في امريكا تسيطر على صياغة قوانين بيع وإمتلاك الاسلحة. ويستمر الفيلم ليركز على سطوة ونفوذ محامي الخصم (شركة البنادق الألية) وسيطرته على لجنة المحلفين عن طريق التجسس والإبتزاز. محامي الخصم كان لديه إمكانيات جبارة وجيش من الباحثين البارعين وغرفة عمليات فيها أحدث التقنيات و اجهزة التنصت يعمل لصالحه ليل نهار ،بل الأنكى أنه كان يتعاون مع عددمن البلطجية والخارجين على القانون لتهديد وارهاب بل وفي بعد الأحيان قتل من لا يريدون التعاون معه من لجنة المحلفين.

. أما محامي الأرملة فكان لا يملك شيئاً إلا دأبه وإخلاصه للقضية. ولم يكن على إستعداد أو حتى في استطاعته مجاراة أساليب خصمه الملتوية.

 ثم  ظهر في لجنة المحلفين شابٌ نحيلٌ حديث السن استعصى على محاولات محامي الخصم المتكررة للتخلص منه عن طريق الرشوة أو اثارة باقي المحلفين ضده أو حتى قتله .

وتتوالى أحداث الفيلم لينتهي بمفاجأة عظيمة وهي فوز الأرملة على شركة الأسلحة وتعويضها بملايين الدولارات . لكن المفاجأة الحقيقية كانت الشاب النحيل الذي نجح في تغيير مسار القضية مع صديقته الشابة فقد ظهر أن الشاب وصديقته

كانا يتعقبان محامي الخصم وشركات الأسلحة لسنوات وسنوات بعد مقتل اخت الفتاة، و صديقة الشاب، في حادث إطلاق نار عشوائي بأحدى المدارس الثانوية في قريةٍ صغيرة منذ أكثر من عشرين عاماً. وقد رفعت القرية قضية على شركة الاسلحة لكن محامي الخصم ،وكالعادة، تمكن من كسب القضية لصالح الشركة مما أدى لأفلاس مجلس القرية .

فتعقب الشابان من ظلموهم وظلموا قريتهم لسنوات ونجحا أخيراً وبعد طول عناء في الإنتقام للشابة المغدورة وتغريم الشركة مبلغ تعويض هائل إلى جانب إستعادة ملايين الدولارات لصالح مجلس قريتهم .

ينتهي الفيلم ويبقى هوسي به.

وبحثت عن أسباب هوسي بالفيلم فوجدت أننا إذا قمنا بتغيير الأسماء و المهن في هذه القصة الرائعة لاستطعنا أن نرى أنفسنا وثوراتنا العربية التي لم تتم وشبابنا المحبط التائه بين دهاليز السياسةو غياهب السجون والرغبات المحمومة في الإنتقام لشهداء الحرية.

فهذا الفيلم يؤصل لأنتصار الحق ولو بعد حين .يعطينا روشتة بسيطة للنجاح، وهي إذا إجتمع شباب القلب والعقل مع رصانة الصبر والتخطيط ووضوح الهدف والمثابرة عليه فلابد من نصر محتوم. نصرٌ على بطش رأس المال وسطوة أصحاب السلطة.

تعلمت أيضاً من هذا الفيلم أن من أهم مقومات النجاح في المعركة: تحليل نقاط الضعف والقوة لانفسنا ولخصومنا . و أن السرية شيء مهم أمام حقارة الخصم في كثيرٍ من الأحيان. واخر درس تعلمته أن المواجهات ليست دائماً هي الحل المفضل أمام بطش الخصم ووقاحته وأن الصمود له أشكالٌ أخرى.

عاش شباب بلادي احرارٌ ومبدعون، وليسقط كل من قهر الشباب أو خدعهم أو قمعهم أو استخدمهم في معاركه الخاسرة .